في أثناء إجرائي لتجربة بسيطة حول المواد القابلة للذوبان في الماء، سألتني احدي التلميذات "ولكن لماذا يوجد ماء مالح في البحار؟" وهنا لم استطع الإجابة ووعدتها بالبحث على إجابة سؤالها على الانترنت.

إن البحر مالح لأن به مادة كلوريد الصوديوم التي تكون قابلة للذوبان، وكانت القشرة الأرضية القديمة في أثناء تبريدها تحتوي على جميع العناصر الكيمائية التي تكون إلى حد ما منضودة (ذات طبقات) من خلال الكثافة، وتكون المكونات وفقا لتجاذب بعضها بعضا، فيكون البعض منها قابلاً للذوبان، ومنها مركبات ملحية قلوية، وأخرى غير قلوية كما هو حال معظم السيليكات، و في أثناء السيلان التي تعرض له سطح الأرض حين كان الماء مضغوطاً فذابت العناصر القابلة للذوبان تبعا لمدى قابليتها للذوبان وكميتها وأصبحت البحار مالحة.

إجابة الفونس أليه الأديب الشاعر: إذا كان الماء مالحا على الرغم من تدفق مياه الأنهار فيه، فإن ذلك يرجع إلى احتوائه على كمية كبيرة من المكونات (سمك مقدد :الغادس) المالحة.
أما عن إجابتي الشخصية: فإن البحار والمحيطات تمثلها كتلة ضخمة من الماء متصلة بصفة دائمة بصخور القشرة الأرضية فمن الطبيعي أن الأملاح تذوب بها حتى يحدث توازن بين كمية الملح في الماء وكمية الأملاح بالصخور (وللرد على الفونس أليه فأن ماء التبخر الذي يكون السحب هو عبارة عن ماء عذب تقوم بتعويضه مياه الأمطار والأنهار التي تنصب في البحار بصفة دائمة لذلك تبقى البحار مالحة دائما)، ويتكون الملح البحري من مزيج من الأملاح الأكثر ميلا للذوبان مثل المركبات الملحية القلوية ولكنها ليست وحدها فالمحيطات تمثل أكبر مخزن لليورانيوم معروف على وجه الأرض (المشكلة الوحيدة التي تحول دون استخراجه بنسبة ضعيفة ولكن هذا ليست له علاقة بسؤالك)، وعلى خلاف ذلك تغذي مياه الأمطار العذبة دائما معظم البحيرات حيث تمر المياه بسرعة كافية لكي تبقى نسبة ملوحتها ضعيفة وهناك أمثلة معروفة لبحيرات كبيرة مالحة (كبحيرة Utah مثلا) حيث تعمل كبر المساحة والتيار الضعيف وطبيعة الصخور المحيطة على تصفية الملح بها فقد تتعدى درجة ملوحة الماء.